فارس الشهابي مرشحا امريكيا لقيادة سوريا بعد المرحلة الانتقالية
يتداول اكثر من مصدر غربي ان الولايات المتحدة الامريكية ستطرح بشكل جدي
اسم النائب السوري فارس الشهابي كاسم مقبول لديها ولدى حلفائها الغربيين لرئاسة
سوريا بعد المرحلة الانتقالية التي ستعقب "صفقة العصر" لانهاء الازمة
السورية المعقدة خلفا للرئيس الحالي بشار الاسد.
وكانت الادارة الامريكية قد طرحت سابقا اسم المعارض المعروف هيثم المناع
كشخصية مقبولة لدى جميع الاطراف الدوليين للقيام بهذه المهمة. ولكن سرعان ما واجه
هذا الطرح رفضا قاطعا من جميع الاطراف السورية: الموالية والمعارضة. وهذا كان
متوقعا باعتبار ان هيثم المناع كان طرفا في الازمة الحالية معارضا لحكومة الرئيس
الاسد حتى منذ قبل اندلاع الازمة السورية الحالية. ولذلك لم يحظ المناع باي قبول
من مؤيدي الدولة السورية او حلفاء سوريا الاقليميين.
الامر مختلف بالنسبة لفارس الشهابي. ففارس الشهابي وبعد ان مول حملات
اعلامية هائلة خلال الثلاث سنوات الماضية لتلميع صورته كمؤيد للدولة, اصبح يتمتع
بشعبية لا باس بها بين مؤيدي الدولة داخل سوريا وخارجها. فالشهابي يظهر بشكل مستمر
على شاشات التلفزيون الممولة من ايران الحليفة الرئيسية للرئيس الاسد ويسوق كمدافع
صلب عن الدولة في وجه الارهاب. بل وفي احدى المرات سمحت له قناة الميادين بالظهور
حاملا
كلاشينكوف متوعدا بسحق المتمردين ضد الدولة في مشهد يذكرنا بقصص دون كيشوت
الشهيرة.
بالرغم من كل
هذا التلميع الاعلامي الهائل, فان الوضع على الارض يختلف تماما. فالشهابي متهم من
اكثر من طرف سوري فاعل بانه تعاون مع الارهابيين خلال سنوات الازمة الاولى.
فالصحافة الوطنية السورية الموالية كشفت عن الاتاوات التي دفعها لارهابيي جبهة
النصرة لقاء حماية مصانعه الواقعة في مناطق سيطرت عليها الجبهة منذ عام 2012 وبذلك
يعتبر ممولا لنشاطاتها ولو بشكل غير مباشر. والا فكيف نجت كل مصانعه من النهب الذي
حصل لكل المصانع في منطقة حلب بين اعوام 2012-2016؟
المعلومات
الواردة لدينا تؤكد ان الادارة الامريكية تدعم بقوة طرح اسم فارس الشهابي ليصبح
رئيسا لسوريا بعد انتهاء المرحلة الانتقالية. فالادارة الامريكية ما تزال تصر حتى
يومنا هذا ان الرئيس الاسد لا مكان له في السلطة في سوريا بعد مرحلة انتقالية
محدودة تعقب توقيع خارطة طريق للحل السياسي في سوريا. والشهابي يعتبر مرشحا مثاليا
لهكذا دور بالنسبة للادارة الامريكية وحلفائها الغربيين ممن تامروا على سوريا.
فالشهابي رجل
اعمال براغماتي, تعامل حتى مع جبهة النصرة لتسيير اعماله, بينما كان يجلس تحت قبة
مجلس الشعب.
كما ان الشهابي
قد اقام علاقات وطيدة مع "الناشطين" الغربيين الذين زاروا ويزوروا سوريا
لاكثر من سنتين تحت مظلة "التضامن مع سوريا" و "الدفاع عن سوريا في
وجه الاعلام الغربي". وبعمله هذا يرسل الشهابي رسالة للداخل بانه المواطن
الغيور على بلده والمدافع بشدة عن مؤسساتها في الداخل والخارج وانه قادر على
القيام بالدفاع عن سوريا في المحافل الدولية وبلغة الغرب المعادي. كما انه يريد ان
يرسل رسالة للخارج بانه سياسي سوري براغماتي منفتح على الثقافة الغربية ومؤيد لاسس
الديمقراطية الغربية والقادر على ضمان التعاون مع الدول الغربية على مبدأ براغماتي
حديث.
وقد شاهدنا كيف
يحاول اصدقاؤه الغربيين من "المتسللين" الى سوريا مساعدته لتلميع صورته
داخليا وخارجيا. وهذا يفسر لماذا اطلق اكثر من متسلل غربي تصريحات منتقدة لاداء
حكومة الرئيس الاسد عندما اتهمت الجيش العربي السوري بالقيام بعمليات تعذيب واسعه
وبمعرفة الرئيس الاسد. فتصريحات البريطانية فانيسا بيلي والمقربة جدا من الشهابي
في شهر اب/اغسطس الماضي بان الجيش السوري ارتكب تعذيبا ممنهجا وبمعرفة الرئيس
الاسد اخذت منحى جدي في الخارج والداخل.
وقام اكثر من متسلل غربي الى سوريا وعلى
راسهم الاسترالي ذو التاريخ المثير للجدل تيم اندرسون باعادة
اطلاق هذه التصريحات
وتاييد ما قالته بيلي على فترات متلاحقة.
يدرك فارس
الشهابي تماما انه يسير في حقل الغام في هذا الشأن. فالرئيس الاسد له شعبية كاسحة
داخل سوريا. كما ان له شعبية كاسحة بين الحلفاء الاقليميين والدوليين في روسيا
وايران وبين جمهور المقاومة. ولذلك فان قبول الشهابي بترشيح الادارة الامريكية له
ليخلف الرئيس الاسد بضغط غربي وضد ارادة الشعب السوري سيعمل على انهاء المستقبل
السياسي له.
ندرك تماما ان
الشهابي مستعد للقيام بمقامرة عمره معتمدا على الوضع الاقتصادي الضاغط في سوريا.
فالشهابي يقامر بان الشعب السوري قد وصل مرحلة اقتصادية متردية لدرجة قد تدفعه
بالقبول باي تسوية للازمة السورية تخرجه من هذه الازمة الخانقة المستمرة لاكثر من
7 سنوات.
الا ان الشهابي
اغفل قضية مهمة جدا بالتعويل على كل ذلك لوصوله الى سدة الحكم في سوريا. الشهابي
اغفل انه لا يتمتع باي احترام في المؤسسة العسكرية والامنية. فالشهابي رجل اعمال مغترب لا يفهم
طبيعة المؤسسة العسكرية والامنية واهمية هذه المؤسسة في تاريخ سوريا الحديث.
نعتقد ان مغامرة
الشهابي لركوب موجه التوافق الامريكي-الروسي والظروف الاقتصادية الضاغطة على
السوريين ستبوء بالفشل الذريع كسابقاتها. حتى تاريخ الرجل القريب تشير الى فشل تام
في كل مخططاته. ففي عام 2016 وبعد حملة ترويج هائلة قام بها للوصول الى منصب رئاسة
الوزراء في سوريا, انهارت احلامه بشكل فوري وفشل حتى في الحصول على حقيبة وزارية.
حتى وصوله لمنصبه الحالي كعضو برلمان, فقد جاءت بعد ان اقنع بعض المتنفذين في
الدولة للقبول بتبني ترشيحه في مدينه حلب. ولكن القفز عن كل الخطوط الحمراء
والانقلاب على المؤسسات كلها وبمساعدة العدو الامريكي, فان الموضوع اخطر بكثير ولن
يمر بسهولة.
الشهابي اصلا
وبرغم كل حملاته الاعلامية الممولة لتلميع صورته الباهتة ما زال ينظر اليه بنظرة
سلبية في الداخل السوري بعد كشف بعض فضائحه بدفع اتاوات لجبهة النصرة وتهريب
مخدرات والتربح منها.
ولذلك فاننا
نعتقد جازمين ان احتمالية نجاحه بالتعاون مع الادارة الامريكية لتحقيق ما عجز
الارهابيون عن تحقيقه هو مواز لتحقيق "حلم ابليس بالجنة".
Comments
Post a Comment