كيف تسلل صحفي صهيوني مسيحي الى سوريا لرصد الدمار الذي احدثه القصف الغربي
حذرنا ومنذ اكثر من عامين من تسلل عناصر صهيونية مسيحية الى سوريا للتجسس
ولتحقيق ما عجز الارهاب عن تحقيقه من تغيير عقيدة الدولة والمجتمع السوري من
معاداة اسرائيل والصهيونية والامبريالية. ونحن الان نشهد تطورا مهما جدا في هذا
التسلل قد يرقى الى حد ان الصهيونية المسيحية قد ارسلت صحفييها لمعاينة الدمار
الذي احدثه قصف ترامب وحلفاؤه الغربيون واسرائيل لمواقع في سوريا.
اليكم القصة كاملة.
ابتدأ تسلل خلايا الصهاينة المسيحيين عندما ادعى السياسي الامريكي الصهيوني
المتطرف ريتشارد بلاك ان داعش قد ارسلت له تهديدا بالقتل على احدى مواقعها
الالكترونية في بداية عام 2016. لنعرف فيما بعد من خلال عمل صحفيين استقصائيين ان
السناتور الصهيوني بلاك هو من ارسل لنفسه تهديدا خلال مجلة "عملية
الكلاريون". كان الهدف من ارسال التهديد الوهمي هو اقناع الرئيس الاسد
استقبال السناتور بلاك كتمهيد لاختراق كبير سيحدثه الصهاينة المسيحيين فيما بعد
اعتمادا على هذا اللقاء.
قبل طلب اللقاء مع الرئيس السوري باسابيع, طلب السناتور الصهيوني بلاك
اعفاءه من منصبه في قيادة الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري الصهيوني المعادي
لسوريا ولفلسطين تيد كروز.
بعد كل هذه التمهيدات والتمويهات وعمليات الخداع الكبرى, حصلت الزيارة
والتقى السياسي الامريكي الصهيوني ريتشارد بلاك (الملقب ب "ديك بلاك")
بالرئيس السوري بشار الاسد. وقامت مجموعات تجسسية بالتطبيل والتزمير لهذا اللقاء
واعطاء السياسي الامريكي الصهيوني المقرب من اسرائيل ومن اللوبي الصهيوني في
امريكا
الكثير من الاضواء في معسكر مؤيدي سوريا.
اللقاء والزيارة كان مقررا لهما ان تفتح ثغرة تتسلل منها خلايا الجواسيس
الغربيين والصهاينة الى سوريا تحت مظلة ريتشارد بلاك ومعاونيه. وهذا ما حصل.
فبعد ان كادت الصهيونية جانيس كورتكامب ان تيأس من الحصول على تاشيرة الى
سوريا بعد انتظارها في الكويت لاسابيع, تدخل السياسي الصهيوني بلاك لدى المستشارة
الرئاسية د. بثينة شعبان وطلب منح الصهيونية جانيس تاشيرة دخول الى سوريا
باعتبارها "مساعدة له وتعمل في مكتبه" ونظمت لها زيارة رسمية حافلة بناءا على هذه الكذبة. وفيما بعد تفاخر كل من السناتور
بلاك وجانيس انهما خدعا د. بثينة شعبان وجعلاها تتدخل لتسهيل مهمة الخلية
الصهيونية امام عدد من انصارهما الذين نقلوا الحادثة. والخدعة واضحة عندما قدم
السناتور بلاك جانيس فيما بعد وفي احدى لقاءاتهما الاعلامية على انها "ربة
منزل امريكة" زارت سوريا للاطلاع على الامور هناك. اي انهما معترفين ان جانيس
لم تعمل في مكتب بلاك وليست مؤهلة اصلا للعمل في اي منصب من هذا القبيل.
الاختراق الهائل الذي احدثته هذه الخدعة كان له تداعيات كبيرة على الوضع
السوري. في البداية يجب التنويه ان انتماء جانيس كورتكامب للكنيسة الصهيونية لا
يرقى له شك والدلائل عليه واضحة وضوح الشمس. ولا تحتاج الى تقصي من قبل اي اجهزة
استخبارات سورية لاثباته (للاطلاع على بعض الادلة اقرأوا مقالنا السابق على:
منذ وصول الصهيونية جانيس لاول مرة منتصف 2016 قامت باختراقات هائلة على
الساحة السورية: نظمت جواسيس, وزعت اموال طائلة, انشئت فروعا للكنيسة الانجيلية
الصهيونية كما بدأت باحضار جواسيس وصهاينة بشكل منتظم في كل زياراتها. من ضمن
هؤلاء نذكر: ضابط الناتو الاسبق والعاشق لدولة الاحتلال الصهيوني الالماني الير
مورينا, عميل الاستخبارات الامريكية والعامل في منظمة اليو اس ايد تشاد هاريس
وغيرهم.
اخر من احضرتهم الصهيونية جانيس الى سوريا في رحلتها الحالية هو صحفي
التلفزيون الصهيوني "اخبار امريكا الواحدة" (او اي ان), بيرسون شارب.
التلفزيون المذكور, هو شبكة اعلامية ظهرت حديثا تمولها شركات دونالد ترامب ويتلقى
معاملة خاصة في البيت الابيض. وظهور خلية الصهاينة في سوريا بالتزامن مع الضربات
الغربية لسوريا فيها اكثر من علامة استفهام, خصوصا ان بيرسون شارب قام وخلال اول
يوم لزيارته الى سوريا بزيارة المواقع التي ضربتها الصواريخ الامريكية-الغربية-الاسرائيلية.
فهل كان مناطا بالخلية الموجودة في سوريا بقيادة جانيس وفانيسا بيلي وبيرسون هو
توجيه الضربات الصاروخية الغربية وقياس مدى الدمار الذي احدثته وتحديد بنك اهداف
جديدة لاي ضربات قادمة؟
شبكة التلفزيون الامريكية هذه اسستها الكنيسة الصهيونية برئاسة عميل
المخابرات المركزية الامريكية الاسبق الاب موون من الكنيسة الاتحادية. هذه الكنيسة
الصهيونية لها علاقات وثيقة باسرائيل والمخابرات المركزية الامريكية والحركة
الصهيونية المسيحية في امريكا. المزيد عن هذه الشبكة في الرابط:
هنا وفي نهاية هذا المقال لا بد لنا ان نتسائل: كيف سمحت اجهزة الامن
الوطني بقيادة اللواء المحنك علي مملوك لهذه الخلية الصهيوينة بالاستمرار في
الدخول الى سوريا والاستمرار بتنفيذ مهماتها في اختراق المجتمع السوري ونشر
الصهيونية المسيحية وتنظيم خلايا نائمة؟
سؤال يجب ان نطرحه خصوصا ونحن نقترب من نهاية الحرب الارهابية على سوريا
وبالتالي دخول المعركة الى حرب استخباراتية-امنية-ثقافية تهدف الى محاولة تحقيق ما
عجز عنه الارهاب عن طريق القوى الاستخباراتية الناعمة.
Comments
Post a Comment