حقيقة تيم اندرسون: المتطرف الهندوسي المعادي للاشتراكية يتحول الى شيوعي صديق لسوريا
بعد غياب طويل عن المشهد العام, ظهر المتطرف الهندوسي تيم اندرسون فجأة على
الساحة عام 2012 معلنا انه يعارض المؤامرة على سوريا. وبالرغم من انه لم يقدم شيئا
لمساعدة سوريا حتى يومنا هذا, الا ان اجندات مخفية لاكثر من طرف دفعت به ليلعب
دورا مهما في الازمة وتداعياتها. وسنكتشف لاحقا في المقال وفي مقالات متتابعة ان
الاجندات الموكلة لهذا المتطرف كانت تعتمد على ايهام القيادة السورية انه ناشط مهم
في حركة الدفاع عن سورية من اجل تدمير الحركة الفعلية للدفاع عن سوريا وتمكين
جماعات تجسسية لاختراق سورية.
ابتدأ تيم اندرسون حياته السياسية القصيرة كمتطرف ديني هندوسي وعضو فعال في
جماعة اناندا مارجا الهندوسية المتطرفة.
بل وفي اكثر من تقرير استخباراتي اشار الى
ان تيم اندرسون كان قياديا في التنظيم الارهابي, والذي حسب تقرير استخباراتي افرج
عنه العام الماضي كان يعتبر التنظيم الاكثر خطورة على امن استراليا وسلمها
المجتمعي.
يمكن اعتبار تنظيم انادا مارجا هو الرديف الهندوسي لداعش والقاعدة والنصرة
والاخوان المسلمين. فبعد تبلور خطط المخابرات الامريكية باستخدام المتشددين
الدينيين ضد الحركات الثورية والحكومات التقدمية في بداية سبعينيات القرن الماضي,
ظهر فجأة تنظيم هندوسي متطرف يكفر حكومة انديرا غاندي بسبب اشتراكيتها وعلمانيتها
المعارضتين للديانه الهندوسية كما ادعى التنظيم. وخاض التنظيم حرب ارهابية منظمة
لاسقاط حكومة انديرا غاندي الاشتراكية داخل الهند وخارجها.
وبعد ان اعتقل الزعيم الروحي للتنظيم من قبل الحكومة الهندية, شن اعضاء
التنظيم حربا بلا هوادة لاجبار الحكومة على اطلاق سراحه. وهنا جاء دور تيم اندرسون
وتنظيمه المحلي في استراليا, حيث شن التنظيم عدة هجمات على المصالح الهندية توجت
بتفجير فندق الهيلتون لخطف رئيس الوزراء الهندي المشارك في اجتماع دول الكومنولث
في استراليا عام 1976 لمبادلته بزعيم التنظيم المعتقل في الهند.
بعد اعتقال خلية تيم اندرسون, وثم اطلاق سراحها في عفو ملكي وفي ظروف غامضة, بقي سر من فجر الهيلتون مدفونا
حتى يومنا هذا.
وبالرغم من ان الاجهزة الاستخباراتية الاسترالية اعتبرت ان تنظيم اناندا
مارجا الاخطر على الامن الاسترالي وانه كان قادرا على زعزعة الامن الوطني وبث
الفوضى في البلد, الا ان الحكومة الاسترالية رفضت ادراجه كمنظمة ارهابية. وبالرغم
من ان التنظيم قام بعمليات ارهابية في اكثر من دولة حول العالم, الا ان الامم
المتحدة لم تدرجه على لائحة المنظمات الارهابية كما فعلت مع كل حركات التحرر
العالمية. وهذا يرسم اكثر من علامه على حقيقة ارتباط هذا التنظيم باجهزة
الاستخبارات الغربية وحقيقة دوره لزعزعه نظام انديرا غاندي المعادي للمشاريع
الامبريالية.
تيم اندرسون وبعد ان تم العفو عنه واطلاق سراحه من السجن في ظروف غامضة,
اختفى تماما عن المشهد العام. بمجرد خروجه من السجن, تم تعيينه استاذا جامعيا في
ارقى الجامعات الاسترالية, جامعة سيدني. هذه الجامعة التي من المتعذر على اي
اكاديمي العمل فيها الا اذا كان اكاديميا متميزا وبانجازات كبيرة. بينما تمكن هذا
السجين الخارج من السجن حديثا لانتماءه لاخطر منظمة على الامن الاسترالي, تمكن من
ايجاد وظيفة في ارقى جامعة استرالية. وبالرغم من انه لم يحقق اي انجاز اكاديمي
خلال عمله في الجامعه المرموقة لاكثر من 23 عاما ولم يتمكن من التدرج في السلك
الاكاديمي حيث ما يزال بدرجة محاضر, وهي الادنى في سلم الدرجات الاكاديمة, الا ان
جامعه سيدني العريقة ما تزال متمسكة به في قائمة موظفيها.
يتداول ناشطون على نطاق واسع تشكيكهم ان تيم يحمل اي شهادة دكتوراه وانه
منح هذ الدرجة لابقائه صامتا عن نشر وثائق بحوزته عن دور المخابرات الدولية في
انشاء وتوجيه عمليات تنظيم اناندا مارجا لاسقاط حكومة انديرا غاندي التقدمية,
مستشهدين بخلو سجله الاكاديمي المستمر لاكثر من 23 عاما من اي انجاز يبرهن على
قدرته الاكاديمية.
واذا اضفنا لكل ذلك عدم قدرة ادارة جامعه سيدني ذات الصلاحيات الواسعه عن
تاديب هذه الاكاديمي الذي يمارس كل انواع الانتهاكات التي تحرج الجامعه وتلوث
سمعتها الدولية, فاننا ندرك تماما ان هناك سرا عميقا لكل ذلك. فاكاديمي احدى اعرق
الجامعات مرتبط اسمه بعلاقات قوية مع النازيين الجدد في استراليا.
كما انه اطلق اكثر من تعليق مخالف
لكل الاراء الاكاديمية في مجال الاقتصاد السياسي.
كما اشترك بحملات تشهير وسباب ضد كل ما يعارضه, بما لا يليق باكاديمي في
احدى اعرق الجامعات, من ضمنها تهديدات بقتل من ينتقده. ولو كان ما اقترفه تيم تم
اقترافه من احد الاكاديميين المحترمين في نفس الجامعه لتم انهاء مستقبله الاكاديمي
برمته وحسب القوانين المعمول بها.
وفي ظروف غامضة, تصدر هذا المشبوه مشهد حركات الدفاع عن سوريا. وبعلاقات
وثيقة في ظروف غامضة مع القنصل الفخري السوري في استراليا المدعو ماهر الدباغ والذي
يتهم بعلاقات واسعه مع معادي سوريا من المتطرفين,( https://exposedhiddenagendas.blogspot.com.au/2018/04/blog-post_18.html
) تكون الصورة قد بدأت بالتوضح.
في حديث لتيم اندرسون مع بعض المشاركين في اول رحلة تضامن استرالية الى
سورية, اعترف تيم اندرسون عام 2013 انه لا يعرف شيئا عن النزاع السوري وانه في
سوريا ل"يتعلم". كما اعلن في اكثر من تعليق على وسائل التواصل الاجتماعي
ومنذ بداية الازمة انه لا يعرف شيئا في السياسة الشرق اوسطية برمتها. وبالرغم من
ذلك, فرضه القنصل الفخري السوري ماهر الدباغ رئيسا للوفد الرفيع الذي يضم مشاهير
سياسيين في استراليا كوالد جوليان اسانج, مؤسس موقع ويكيليكس ورئيس حزب الويكيليكس
الاسترالي.
ومنذ ذلك الحين وتيم اندرسون يقوم بكل النشاطات المتعارضة مع اعلانه انه يؤيد
سوريا وحكومتها الشرعية.
فمنذ اكتشافه اين تقع سورية على الخارطة, شن تيم انديرسون الهجوم تلو
الهجوم على كل اصدقاء سوريا الحقيقيين في محاولة لتدمير سمعتهم وشل عملهم في نشر
الوعي عن حقيقة ما يحدث في سوريا. بل وفي اكثر من مناسبة, ارسل تيم وعصابته
المشبوهة رسائل لثني اصدقاء سوريا عن حضور حفلات جمع تبرعات لسورية سلمت المبالغ
المتبرع بها بالكامل وباليد لعوائل الشهداء وجرحى الجيش السوري والقوى الرديفة.
كما ان ادعاء المشبوه تيم انديرسون بانه هو من يقود حملات الدفاع عن سورية
قد كلف سورية الكثير بسبب سهولة نبش تاريخه المشين والتعريض بسورية بسبب هذا
التاريخ المشين. وسنعطي مثالا واضحا كيف اضر ارتباط اسم تيم انديرسون بحركة ارفعوا
ايديكم عن سورية كثيرا بسمعة سورية وسمعه حكومتها.
فبعد الزيارة الناجحة التي شارك فيها حزب الويكيليكس الاسترالي الى سورية
كانون اول 2013, شنت الصحافة الاسترالية هجوما غير مسبوق على سياسيي حزب الويكليكس
بسبب مشاركتهم بالوفد ولقائهم الرئيس السوري بشار الاسد. كان الهجوم يقوم على
استنكار كسر سياسيي حزب الويكيليكس للحظر الرسمي الاسترالي السياسي لمقاطعه سورية
والحكومة السورية من اجل اسقاط صفة الشرعية الدولية عن حكومة الرئيس الاسد. واعتمد
هجوم الصحافة السورية على قضية واحدة هي كيف يجرؤ سياسيي حزب الويكيليكس لقاء
"دكتاتور قاتل لشعبه".
وهنا جاء دور المشبوه تيم انديرسون لاضفاء شرعية على هجوم الصحافة
الاسترالية على زيارة الوفد بطريقة غير مباشرة عندما اعلن تيم انه هو من ترأس
الوفد. فتحول الهجوم الاعلامي الاسترالي من استنكار لقاء سياسيي حزب الويكيليكس
بدكتاتور سورية, الى استنكار لقاء "دكتاتور سورية" بارهابي سابق
واكاديمي بتاريخ ملطخ بالدماء. وهنا وبدلا من محاولة تلطيخ سمعة حزب الويكيليكس بادعاءات
لقاء سياسيي الحزب بدكتاتور, نجحت الصحافة الاسترالية بتلطيخ سمعة سورية بلقاء
رئيسها بارهابي سابق ذو تاريخ مشين. وتحولت مهمة الوفد من "تقصي حقائق وتبرئة
الحكومة السورية من اكاذيب ارتكابها جرائم بحق مواطنيها" الى مهمة تبرئة الحكومة
السورية من التعاون مع "ارهابي مخضرم ملطخة يديه بدماء الابرياء
الاستراليين".
وفيما بعد, تفاخر تيم انديرسون انه نجح في تدمير عدة مشاريع كانت تهدف لمساعدة
سورية ماديا بضخ اموال في الاقتصاد السوري عن طريق محاولة تنشيط التصدير والسياحة
والمعونات. ولم نعرف كيف ساعدت هذه الجهود التدميرية في خدمة سورية وشعبها.
كما ان الشبكات المشبوهة التي نظمها تيم اندرسون من جماعات النازيين الجدد
والجواسيس الصهاينة وبعضهم من ضباط جيش لحد الجنوبي العميل, ساهمت بتدمير شبكات
الدعم الحقيقية لسورية.
كما شارك المشبوه تيم في حفلات اتهام الحكومة السورية بممارسة تعذيب ممنهج
ضد الشعب السوري, بالتعاون
مع مشبوهين اخرين حول العالم تترأسهم الجاسوسة فانيسا
بيلي.
لا يجب ان يخرج اي تقييم لهذا المشبوه عن نطاق سؤال مبسط لاي شخص تم خداعه
من قبل خلية هذا المشبوه: ماذا استفادت سورية عمليا من ظهور خلية هذا المشبوه
وجهود هذه الخلية الحثيثة لتدمير شبكات الدعم الحقيقي لسورية, والتي لم تنافس يوما
خلية تيم اندرسون التخريبية؟
حتى الخربشات التي يدعي تيم انها كتاب عن سورية, فهو مؤلف لم تعترف به اي
جهة بحثية محايدة كوثيقة يمكن ان يعتد فيها في النقاش الجاري لسنوات عن حقيقة
الازمة السورية. فالكتاب لم توافق اي دار نشر محترمة على طباعته. ولم يروج له اي
صحفي او باحث محترم. المستفيد الوحيد من اصدار هذه التفاهات هو تيم انديرسون نفسه
الذي خدع الكثير من محبي سورية بالكتاب. ونحن متاكدون ان عددا محدودا جدا اشتراه
وقرأ محتواه التافه. كما تمكن تيم من الحصول على تعهدات من محبي سوريا بترجمة
الكتاب ونشره بعدة لغات, بالرغم من تفاهة محتواه.
ونحن منفتحون على اي دراسة من اكاديمي او باحث مستقل ومحترم اورد ولو اشارة
واحدة لهذا الكتاب التافه كمرجع لاي حدث تم في سورية.
كما ان تيم لم يستطع ان يقنع صحفي استرالي واحد خلال السنوات السبع الماضية
بانه اكاديمي محترم وله رأي يجب ان يحترم في قضية الشرق الاوسط. وحتى يومنا هذا
فان كل ظهور لتيم في الصحافة الاسترالية هو ظهور سلبي مدمر على القضية السورية
وتذكير لكل اصدقاء سورية واعدائها بتاريخه المشين الملطخ بالدماء.
هذه عجالة سريعة عن خلفية المشبوه تيم انديرسون وتاريخه المشين الملطخ
بالدماء. وفي حلقات قادمة سنعطي تفاصيل عن ممارساته المشينة الحالية.
ترقبونا.
Comments
Post a Comment