الجاسوس مايك راضي: كيف هرب مئات الاف الدولارات الى سوريا ولماذا؟


لا تختلف قصة الجاسوس مايك راضي البريطاني الجنسية كثيرا عن قصص رفاقه في خلية فانيسا بيلي – ايفا بارتليت التجسسية.


فالبريطاني الذي لم يعرف اين تقع سوريا على خريطة العالم قبل عام 2015, انتفض فجأة واعلن انشاء "موقع اخباري على الشبكة العنكبوتية مختص فقط بالشأن السوري" بالرغم من ان هذا الموقع لا توجد لديه اكثر من 1000 معجب على صفحته على الفيسبوك ورئيس تحريره لديه حوالي مئة صديق ولا ينشر اكثر من مرة كل شهر او شهرين.

كما اعلن راضي نفسه فجأة خبير بالشأن السوري وبدأ يظهر دون سابق انذار على شاشة روسيا اليوم كخبير في هذا المجال. وفقط على تلفزيون روسيا اليوم, دون سواها من القنوات الاخبارية الدولية. تماما كجميع رفاقه بالخلية التجسسية الذين يظهرون فقط على قناة روسيا اليوم بعد ان قاموا باختراق القناة الروسية عن طريق احد العملاء الذي يعمل في وكالة سبوتنيك القسم الانجليزي بسبب كونه امريكي ويجيد الانجليزية ويدعي تأييد روسيا.

بشكل مثير لا توجد اي وسيلة اعلام بريطانية سمعت عنه او التقته ولو بالصدفة للحديث عن اي موضوع اعلامي او غير اعلامي.

كما لا ينكر هذا البريطاني علاقته الوثيقة ببقية افراد الخلية التجسسية ويعتبر احد المقربين من متزعمة الخلية 
فانيسا بيلي.


الجاسوس راضي (وهو لا يحمل اي اصول عربية واسم العائلة يشير باتجاه مختلف تماما) وطئت قدميه سوريا لاول مرة في نهاية عام 2016. وكانت دمشق اول عاصمة عربية يزورها الجاسوس. وخلال زيارته لدمشق عام 2016 كان يعترف انه لا يعرف شيئا عن سوريا وانه اتى للتعرف على البلد وتكوين رأيا عما يحدث فيها, بالرغم من انه يدير موقعا اخباريا متخصصا فقط بالشأن السوري.

لم يلاحظ احد من منظمي الوفد او الاجهزة الامنية السورية اي شئء غير عادي بشأن راضي. الصدفة وحدها وخلال زيارته الثانية الى دمشق في منتصف عام 2017  قادت الى كشف حقيقة هذا الجاسوس.

 عندما وصل الى سوريا العام الماضي ابريل 2017 ادعى انه لم يحسب حساباته بشكل صحيح وانه لا يملك ما يكفي لتغطية نفقات مشاركته في الزيارة. ولذلك فقد طلب من المنظمين تاجيل دفع باقي المبلغ المترتب عليه وعلى صديقته و البالغ $470 الى حين العودة الى بريطانيا.

المفاجأة حصلت في اليوم قبل الاخير من الرحلة حين جن جنون مايك راضي واخبر منظمي الرحلة انه اضاع حقيبة يد لم تفارقه منذ اليوم الاول للرحلة. وبعد اتصالات مكثفة بين المنظمين, تم اكتشاف ان حقيبة اليد موجودة في الباص حيث نسيها الجاسوس راضي عند عودته الى الفندق.

في اليوم التالي احضر سائق الباص الحقيبة وتم تسليمها للجاسوس راضي. سائق الباص ولكي يتأكد ان الحقيبة تخص راضي, قام بفتحها قبل تسليمها ليجد رزما من الدولارات الامريكية تقدر بعشرات الاف الدولارات.

وهنا حدثت المفاجأة الكبرى لدى منظمي الرحلة.

فكيف يدعي مايك انه لا يملك اموالا اقل من $500 لتسديد تكاليف اقامته في سوريا, بينما وفي الحقيبة التي اضاعها توجد رزم من الدولارات الامريكية تتجاوز عشرات الالاف؟ ولماذا عاد الى بريطانيا دون ان يدفع ما تبقى عليه من المبلغ, وحتى يومنا هذا؟ والسؤال الاهم هو لماذا يحتاج الجاسوس راضي الى كل هذه الاموال وهو يدعي انه لا يعرف احدا في سوريا ولم يقم باي تبرعات بالمبلغ لصالح السوريين؟

المفاجأة الاخرى التي كشفت حقيقة الجاسوس هي عندما اقر الصحفي البريطاني الذي يحمل الجنسية الاسرائيلية والذي شارك بنفس الرحلة الى سوريا مستخدما جواز سفره البريطاني اندي سباير ان مايك راضي اسر اليه في احدى الجلسات الخاصة عندما ذهب كلاهما لمقابلة النائب السوري فارس الشهابي في فندق الشيراتون دمشق انه (اي راضي) يعرف ان هناك "صهيوني" مشارك في الرحلة, غامزا الى ان راضي كان يعلم حقيقة ان سباير يحمل جنسية اسرائيلية. وهنا يتسائل كل محبي سوريا لماذا لم يبلغ راضي بذلك (حتى لو كانت شكوكا) الى المنظمين او للسلطات السورية؟

يجب ذكر ان عمل مايك الحقيقي هو في برمجة الحاسوب, ولا يمت بصلة للاعلام او الصحافة.

يجب ان نذكر ان مايك راضي وخلال تواجده في سوريا العام الماضي خدع منظمي الرحلة وذهب لمقابلة الجاسوسة فانيسا بيلي. ونحن واثقون تمام الثقة ان راضي كان يهرب المبالغ المالية الطائلة لصالح تمويل النشاطات التجسسية للخلية, ومن ضمنها تجنيد عملاء ودفع رواتب للعملاء الموجودين وعلى راسهم قصي خميس وعفرا داغر.

بقي ان نقول ان الجاسوس راضي وبالرغم من كل ما تكشف عنه من ممارسات مريبة, تمكن من دخول سوريا للمرة الثالثة قبل يومين وهو يجول الان في شوارع دمشق ويتواصل مع بقية افراد الخلية التجسسية السوريين والغربيين المتواجدين.

كم من رزم الدولارات الامريكية ادخل الجاسوس راضي هذه المرة؟ سؤال للقائمين على الامن الوطني السوري وعلى راسهم اللواء القدير علي مملوك.


Comments

Popular posts from this blog

الصهيوني حسين الديراني يحول حسينية النبي الاكرم في سيدني الى وكر تجسس

عندما تروج قناة الميادين “المقاومة” لخلية جواسيس صهيونية: ما هكذا تورد الابل يا زينب الصفار

القنصل الفخري السوري في استراليا: يمثل الدولة السورية ام مصالح الجيش الحر؟