بعد ايام من اختطاف اسطوله الاغاثي لليمن: حسين الديراني يختفي من منزله في ظروف غامضة
اصوات خشنة تصيح وهي تطرق منزل حسين الديراني في مدينة
سيدني وتقول: افتح الباب .. امن استرالي.. افتح قبل ان نكسر الباب وندخل
يستيقظ العجوز الستيني مذعورا ويسير متثاقلا في هذه
الساعة من الصباح نحو الباب مرددا: انتظروا قليلا. ما تخلعوا شي. يالله صرت عالباب
ما ان يفتح باب المنزل, يتدفق عشرات الاشخاص بعضهم يرتدي
زي الشرطة الفيديرالية الاسود والقناع على وجوههم والبعض الاخر يلبس بدلات رسمية
سوداء
يتقدم احدهم يتحدث العربية ويقول: نحن قوة مشتركة من
الشرطة الفيدرالية ومكافحة الارهاب ومكافحة تهريب المخدرات وكذلك مكافحة التهرب
الضريبي. وانا هنا لاترجم باعتبارك لا تتحدث الانجليزية ولاسباب قانونية
ينفتح حنك حسين الديراني كاملا من الصدمة , ويستجمع قواه
ليسال بصوت خافت يكاد هو يسمعه “خير شو
صاير”. ملتفتا الى عشرات الاشخاص المدججين بالسلاح
يجيبه الشخص الذي يتحدث العربية: لقد سمعنا حوار معك على
اذاعه اهل البيت قبل ايام حيث قلت انك ارسلت اسطول سفن اغاثة الى اليمن, ونحن نحقق
بالموضوع
اتسعت حدقتا عين حسين الديراني وخيل اليه انه سيقع مغشيا
على الارض. وقبل ان يتابع اسئلته استوقفه محدثه قائلا: لا تستعجل الاسئلة, اسمع
اولا التهم
تهم؟ شو عملت بحالك يا حسين؟ تسائل الديراني بينه وبين
نفسه
التهم هي
اولا: ان كنت تعيش على اموال دافعي الضرائب كمتقاعد
اعاقة خلال العقدين الماضيين: من اين لك كل هذه
الملايين؟ فهناك شبهة تهرب ضريبي وحصول غير مشروع على اعانات الاعاقة. وقد
تكون حصلت على الاموال بالاتجار بالمواد الممنوعه او المسروقة
ثانيا: هناك حصار دولي على اليمن وسورية وايران, وانت
تحاول خرق الحصار
ثالثا: لمن ستسلم سفن الاغائة؟ فهناك جهات تصنفها
السلطات الاسترالية ارهابية, وقد تكون قد تعاملت مع ارهابيين
ومما يؤكد التهمة الثالثة انك نشرت اكثر من مرة انك
مسؤول حزب الله في استراليا وهذا احد المنشورات
واخرج من جيبه منشورا لحسين الديراني على الفيسبوك يدعي
انه متزعم حزب الله في استراليا
وقع حسين الديراني مغشيا عليه على الارض واندفعت زوجته
التي استيقظت على الجلبة محاولة ايقاظه
اصدر الشخص الذي كان يتحدث مع حسين اوامر لمن حوله
بمصادرة اجهزة الكمبيوتر والطابعات واجهزة التلفونات النقالة والكاميرات وتفتيش
المنزل عن اسلحة او اجهزة تصنت. ثم التفت الى حسين الديراني وساله: هل ستجيبنا هنا
ام سنتابع التحقيق في مركز الشرطة الفيديرالية في السيتي؟
رفع حسين الديراني راسه المثقلة وقال لمحدثه: يا سيدي
انتم تعرفون انني اكذب ولا توجد كلمة حقيقة قلتها منذ الربيع العربي, وحتى قبل ذلك.
ومعروف عني بالجالية اني كذاب وبعضهم يطلق علي لقب مسيلمة. اسألوا الشباب بالجالية
التفت المحقق الى رفاقه وترجم لهم الاجابة. وهنا اصدر
احد الاشخاص اشارة للمرافقين ان يشحطوا حسين الديراني ويرموه في البوكس الموجود
خارج المنزل
اهدوا شوي والله انا كذاب - تداعى حسين الديراني امام
المحققين يرجوهم الاستماع لباقي الكلام
وبدأ حسين يستجمع نشاطه قائلا: انا اصلا عم انسق مع
زلمكم في الجالية ومنهم تيم انديرسون. كل اللي بنعمله من كذب وتدجيل من اجل ان يثق
بنا الناس ويصدقوا كل ما نقول. لك معقول انكم تصدقون هذا الكذب الواضح؟ المهم عندنا ان نضحك على "هالغلبانين"
من ابناء الجالية وخاصة اهل الجنوب "المعترين". اصلا انا انسق مع
السفارة الاسرائيلية عن طريق ضباط جيش لحد, معقول اكون مسؤول في حزب الله؟
والمصاري علي الطلاق انه ما معي حق العشاء الليلة. كله تفنيص وكذب. الم تسمعوا
بالمثل العربي القائل: الحكي ببلاش؟
اخرج احد رجال الشرطة كلبشات واندفع ليضعها حول معصمي
الديراني
صاح الديراني راجيا: كلبشات بلاش. ممكن اموت فيها. عندي
ضغط وسكر وقلب. بعدين عشان الجيران اللي ضحكنا عليهم وقلنا لهم انني مهم
بدأ المسؤول يتكلم في التلفون وعلامات التجهم على وجهة.
سار خطوات في الطرقة مبتعدا عن الجلبة ونواح ام علي والحديث المتشنج بين الضابط
المتحدث بالعربية وحسين الديراني
عاد الضابط المسؤول وقال كلامه موجها لحسين الديراني:
المسؤولون في الدائرة اقتنعوا انك كذاب وان ما قلته على اذاعه اهل البيت كذب ودجل
ولكن سيتم محاكمتك بتهمة ازعاج السلطات وانتحال شخصية رجل مهم. وسنرسل لك غرامة
100 الف دولار وقد يتم استدعائك للمحكمة. ولكن الان لا بد ان نجلبك للدائرة لاخذ
المزيد من المعلومات.
يا خراب بيتك يا حسين. شو عملت بحالك – بدأ الديراني
بالنحيب على مسمع زوار الفجر وبعض الجيران الذين قدموا للاستطلاع عن سبب الضجة في
المنزل
وقبل ان يناول الشرطي المسؤول صك الغرامة لحسين
الديراني, دغدغ حسين زوجته الغارقة في النوم قائلا لها “شو مالك ام علي, ليش عم
تصرخي بالحلم. قومي عمليلنا شاي اني دبرت 200 دولار لندفع فاتورة المية المكسورة
علينا من شهرين
نهضت ام علي من قيلولتها النهارية وهي تهمهم “الله يلعن
السياسة واللي بيشتغلوا فيها . مش كان احسن لو ظليت على بيع الروبابيكيا يوم السبت
في ماركيت فليمنغتون بلا هالبهدلة والكوابيس المزعجة؟!
شو قلتي ام علي؟ تسائل حسين الذي لم يسمع همهمات زوجته
ما قلت شي. الله يستر من اللي بتعملوا يا رجال
وما زال مصير سفن اسطول حسين الديراني الاغاثية لليمن
مجهولا حتى كتابة هذا المقال, بالرغم من تبرع الكثيرين للتوسط مع القراصنة
الصوماليين
Comments
Post a Comment